إنا لله وإنا إليه راجعون
الوداع يا أغلي الناس
محمد عبد الوهاب
دفاع
مصر
نجم النادي: الأهلي - مصر
نجم المنتخب: مصر
رحل قبل أن يفرح بقرب تعاقد الأهلي النهائي معه
رحلت عنا بجسدك ولكنك باقي معنا بروحك وبأخلاقك الحميدة وبلعبك الرائع
الذي لن ننساه أبداً ستظل في قلوبنا يا محمد وستظل واحد من أبرز نجوم الأهلي
أبداً لن ننسي تسديداتك ومهاراتك التي شهد بها الجميع
أبداً لن ننسي أنك كنت أحسن ظهيرأيسر في مصر كلها
أبداً لن ننسي حبك للنادي الأهلي والذي يشهد بذلك موقفك الأخير وتمسكك بالبقاء في الأهلي
أنظروا إلي الكلمات التي قالها محمد :
وقال عبد الوهاب : أكد الاعب أنه سيستمر مع النادي الأهلي و أن الاعب لديه رغبه في البقاء مع النادي الأهلي ولن يلعب للظفرة في ظل وجود أكثر من بند تمكنة من فسخ عقده ، وأنه يشك بالعرض الذي قدمه له نادي الظفرة الإماراتي من إحدي الأنديه الإنجليزية .
أبداً لن ننسي هذه الكلمات التي تدل علي وفاءك وإخلاصك
وحبك الشديد للأهلي
المشهد الأخير
سمعت الخبر.. خبر إيه؟ خبر وفاة محمد عبدالوهاب.. عبدالوهاب مين؟ لاعب الأهلي.. مش ممكن!! مش معقول!! أكيد انت تمزح.. دي إشاعة.. هكذا دار الحوار بين الكثيرين داخل الأهلي وخارجه في الساعات الأولي من صباح أمس. فالكل في ذهول غير مصدق أو غير مستعد للتصديق.. فكل الجرائد تتحدث عن قرب انتهاء أزمته واستعداده للمشاركة في لقاء الصفاقسي يوم9 سبتمبر الحالي بدوري إفريقيا.. لقد كان خبر وفاة عبدالوهاب صاعقة نزلت علي الجميع.. الكل يستقبله باندهاش رهيب.. الكل في حالة توهان من واقعة الموت المفاجئ في يوم الصدمة والحزن في النادي الأهلي تحديدا في الفريق الأول لكرة القدم.
الحكاية صعبة لأنها حكاية دموع وحزن وخسارة كبيرة للكرة المصرية وليس للأهلي فقط. فهذا اللاعب لا بديل له في المنتخب علي نفس مستواه في الناحية اليسري, وقد كانت الساعات الـ24 الأخيرة في حياة عبدالوهاب مليئة بالمؤثرات, فهو لم ينم قبل الرابعة صباحا بعد أن قام بتصوير أغنية مهرجان اعتزال سيد عبدالحفيظ, ثم استيقظ مبكرا وذهب إلي النادي, وداخل غرفة خلع الملابس كان مختلفا في كلامه الغريب, لكن أحدا لم يفهم, فقد اقترب من أحد زملائه بالفريق وهمس في أذنه وسمع كلامه لاعب آخر بالفريق وهو يقول له: أحمد وحيد لاعب الترسانة مات في عز شبابه, المفروض نتعظ ونتقي الله تعالي ونمشي صح, لأن الصغار اللي زينا ممكن يموتوا في أي لحظة.. ثم خرج من الغرفة وتحدث مع أسامة حسني وقال له: ياأسامة من علامات الساعة الموت المفاجئ.. الشباب اللي زينا بيموتوا بدري.
وذهب عبدالوهاب للمران بعد تدريبات جيمانيزيوم, وكان يتدرب بشكل جيد وهو يقول لزملائه: أنا أتدرب بقوة لكني أشعر بالتعب الشديد ثم خرج إلي الملعب وأدي تدريبات الإحماء حتي وصل إلي التقسيمة وحاول تسديد إحدي الكرات كعادته لكنه ترنح ومال إلي الأمام ثم استقام وسقط للخلف, واتجه إليه كل اللاعبين وهم في خوف وذهول, لأن السقوط كان غريبا, وحضر الدكتور إيهاب علي وداخل سيارة وائل رياض تم نقله لمستشفي مصر الدولي بالدقي, ويبدو أنه كان قد لفظ أنفاسه علي أرض ملعب مختار التتش بالجزيرة, ولم تفلح أي محاولات داخل غرفة العناية المركزة, وخلف سيارة وائل انطلق الجميع, فقد توقف المران أو تم إلغاؤه وذهب اللاعبون إلي المستشفي وهم في حالة خوف وصدمة وذعر, الكل يريد الاطمئنان, الكل يسأل عن الموقف حتي خرج الخبر يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون توفي عبدالوهاب, اللاعبون لم يصدقوا, انهاروا.. توقفوا.. بكوا. صرخوا.. رددوا: يا الله.. لا إله إلا الله محمد رسول اله.. زهدوا في كل شيء.. توقفوا عن الكلام والحديث, فمنهم من سقط علي الأرض, ومنهم من تماسك جسدا ولم يقو علي فعالية دموعه.. مش معقول.. شيء لا يصدقه
عقل.. كلمات غريبة تخرج من الأفواه.. معقولة عبدالوهاب الذي كان يتدرب معنا منذ لحظات الآن في رحمة الله.. في ذمة الله.. يا الله ما هذه الدنيا التي لا تستحق أي شيء.. وتم إيقاف كل شيء وسط لحظات الصدمة والحزن الرهيب حتي تحضر أسرة اللاعب من الفيوم بعد أن تم الاتصال بهم.. تعالوا.. محمد مات.. يالها من صدمة للأم.. ويالها من كارثة للخال.. فقد حضرا من الفيوم علي هيئتهما.. حتي الأحذية نسياها هناك.. وكيف يتذكران الحذاء أو كيف يهدران الوقت في ارتداء حذاء وقد وصلهما خبر وفاته.. أو وفاة ابنها فلذة الكبد ومني العين والقلب بعد أن رفض شوبير أي خروج للجثة من المستشفي قبل حضورهما, ودخلت أمه عليه تلقي نظرة الوداع الأخير تقبله وهي تبكي بكل جوارحها ولسان حالها يقول: ليتني أنا مكانك الآن وأنت الذي تشيعني.. خاله في حالة ذهول ولا يقول سوي: ليه كده يامحمد.. ظل يردد هذه الكلمات حتي ذهب الابن إلي مثواه الأخير في رحمة الله.. ورحمة من هو أرحم به من أبيه وأمه.. حيث قضت أمه وخاله آخر عشر دقائق معه بالمستشفي وهو جثة هامدة.
وكان مشهد الوداع مهيبا بين ما يقرب من40 ألفا ذهبوا معه حتي قبره, بينهم كل لاعبي الأهلي بالكامل, والجهاز الفني ونجوم الأهلي الكبار والصغار, ومجلس الإدارة بالكامل برئاسة الكابتن حسن حمدي, ومعه نائبه محمود الخطيب وهشام سعيد والعامري فاروق العامري وخالد مرتجي ومحمد عبدالوهاب وعدلي القيعي وكل المسئولين, والجهاز الفني للمنتخب الوطني, وكل لاعبي المنتخب وسيارة خاصة بهم وهم يبكون زميلهم, وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة, وأحمد شوبير نائبه, وحازم الهواري وأيمن يونس والعديد من النجوم, منهم عمرو زكي وجمال حمزة وعبدالواحد السيد وطارق السيد وعمرو فهيم ومحمد ثابت صاروخ وعبدالحميد بسيوني وعبدالحميد حسن وعبدالستار صبري وشقيقه عامر وإبراهيم سعيد, وبلدته بالكامل في الفيوم.
وكان المشهد رهيبا, فهذا منهار.. وذاك يفكر في الحدث الجلل والموت المفاجئ, وكان سيد عبدالحفيظ في حالة انهيار رهيبة لأنه كان معه حتي الثالثة من صباح الخميس حتي تم دفن الجثمان وانتهي كل شيء وأصبح اللاعب النجم المرموق في خبر كان, وهذا هو مصير كل بشر علي وجه المعمورة, وإنا لله وإنا إليه راجعون.