كل شيء حولنا تغير ربما يراه البعض من كبار السن للأسوأ والشباب يرونه للأفضل.. أما الحكماء فيقولون إنها سُنةالحياة.. ومن مظاهر هذا التغيير بعض العادات والتقاليد المرتبطة بالمناسبات الدينية والاجتماعية.. فمثلاً في رمضان كان الأطفال في السابق يلهون بالفانوس “أبوشمعة” في الحواري والأزقة بالقاهرة القديمة والى سنوات قريبة بعد الإفطار مرددين أغاني بسيطة تعبِّر عن الفرحة بالشهر الكريم.. ومرت السنون وإذا بالفانوس تطاله يد التغيير هو الآخر ليتحول لدمي صماء تضاء بلمبات كهرباء.. دخلتها شخصيات أراد التجار الاستفادة من نجاحها الشعبي مثل “كرومبو” وأيضاً مثل عربة “التوك توك”.. وإن كان هناك من يتمسك بالفانوس “القديم” ويراه الأفضل.
في أشهر مكان يباع فيه الفوانيس بالقاهرة.. وحي منطقة “تحت الربع” بالدرب الأحمر.. هناك العديد من أشكال الفوانيس الجديدة المطروحة في الأسواق هذا العام مثل كرومبو. حمبوزو. سحس. بالإضافة الى التوك توك وغيرها. وكلها نتاج صيني ويفضل المصريون عادة النوع المصري أما العرب فبعضهم يفضل المصري والبعض الآخر ينجذب للجديد وتتفاوت أسعار الفوانيس ما بين 5 ل 15 جنيهاً لفانوس الشمع الصغير للأطفال. ومن 15 100 جنيه للفانوس المنزلي المتوسط أما الفانوس الكبير الخاص بالفنادق فيبدأ سعره من 150 جنيهاً ويصل ل 700 جنيه. ارتفاع الأسعار هذه الفوانيس الخاصة بالفنادق والشركات أعدادها قليلة لا تزيد في مجملها عن مائة فانوس لأن حجمها كبير وتحتاج لدقة في التصنيع وعادة يتفوق الفانوس المصري في جودته على نظيره الصيني.
و لا توجد رقابة على المصدرين أو الجمارك وبالتالى نتغالى في سعر الفانوس المستورد لأن أسعار استيراده مرتفعة جداً.
* هناك إقبال هذا العام على شراء فانوس “كرومبو” وإن كان يمثل لعبة أطفال أكثر منه لفانوس وهناك العديد من أنواع الفوانيس مثل الشعراوي المرسوم عليه صورة فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي. فانوس الآيات القرآنية. وشق البطيخ وغيرها وقد بدأ الفانوس المصري “أبوشمعة” الصفيح يظهر على الساحة مرة أخرى منذ ثلاث سنوات وأصبح هناك إقبال على شرائه بعد اكتساح الصيني لفترة كبيرة حيث يفضل بعض الأهالى شراءه لأولادهم.
* أحرص على شراء الفانوس كل عام خاصة الفانوس بطابعه القديم الذي يرجع أصله للفاطميين فهو الذي يشعرنا فعلاً ببهجة رمضان أما الأشكال الجديدة من الفوانيس فلا علاقة لها بشهر رمضان.
أنا شخصيا اشتريت فانوساً كبيراً كعادتي كل عام ثمنه 35 جنيهاً .
فانوس “كرومبو”. فانوس كرومبو في رمضان كرومبو للأطفال* شراء الفانوس عادة رمضانية سنوية لا أتنازل عنها وبالنسبة للفانوس المصري المصنوع من الصفيح فله معني وقيمة كبيرة لا يقدرها إلا الكبار المدركون لتاريخ الفوانيس ونشأتها. أما صغار السن من الاولاد والبنات فيرغبون في غناء “وحوي ياوحوي” ولكن بطريقتهم الخاصة بالبحث عن الفانوس الموضة والأطفال مقبلون هذا العام على فانوس “كرومبو” -أن الأزمة المالية أثرت على إقبال المواطنين على شراء الفانوس حيث يفضل بعضهم شراء ضروريات المنزل واحتياجات رمضان بدلاً من شراء الفانوس.
فمثلاً سعر فانوس التوك توك عشرون جنيهاً أما “كرومبو” المستحدث هذا العام فسعره خمسون جنيهاً.
فانوس لكل مواطن* وليد أبوالعدب بائع فوانيس بمنطقة تحت الربع يرفع شعار شجع منتج بلدك. فلا يتعامل إلا بالمنتج المصري الأصيل قال : هناك حرب دائرة بين منتج بلدنا. والمنتج الصيني. والمصري يكتسح بالطبع. فشعارنا هو “فانوس في يد الجميع” حيث يمكن لأي فئة من الناس أن تشتري الفانوس طبقاً لإمكانياتها ليوضع في المنزل أو على باب جامع أو واجهة فندق كقيمة رمضانية بأسعار تبدأ من خمسة جنيهات حتي خمسمائة جنيه.
لذلك يلقي الفانوس المصري إقبالاً شديداً من المواطنين. بل وهناك إقبال متزايد عل استيراده لدرجة أن السوق الخارجي للفانوس المصري يتفوق على السوق المحلي حيث تقيم الجاليات المصرية في أمريكا وألمانيا وغيرها خيماً رمضانية فتطلب استيراد كميات كبيرة من الفوانيس المصرية. ورغم الظروف السيئة التي يعانيها الفلسطينيون فإنهم حريصون أيضاً على استيراد الفانوس المصري.
* أن شراء الفانوس عادة قديمة نحرص عليها سنوياً لأنه رمز من رموز رمضان وقد ظهرت تنويعات جديدة في الفوانيس مؤخراً لتناسب كل الأذواق فالفانوس القديم رمز وعلامة مبهجة لرمضان تحتفظ بالتراث وبأصل نشأة الفانوس بأسعاره المعهودة منذ سنوات.
حرب الصيني* أحدث أنواع الفوانيس التي ظهرت هذا العام فانوس “كرومبو” وهو عبارة عن فانوس مربع الشكل له تاج من الزجاج على شكل شخصية كرومبو لمواكبة التطور.. وهناك أنواع أخرى من الفوانيس مثل الطبق الطائر. والعروسة وهو فانوس يتخذ شكل عروسة المولد بالإضافة الى زهرة اللوتس وفانوس الكرة. وهناك أيضاً عروسة تمسك بفانوس وتغني “وحوي يا وحوي” وقد سحب الفانوس الصيني البساط من الفانوس المصري.. منذ حوالى عامين. ولكن عاد الفانوس المصري لاستعادة مكانته هذا العام بعد أن اكتشف المواطنون فرق الأسعار
بين الفانوس المصري والمستورد. بالإضافة الى جشع بعض التجار الذين يستغلون هذا الأمر للمبالغة في أسعار المستورد فمثلاً الفانوس الصيني الصغير يصل سعره لأربعين جنيهاً بينما الفانوس المصري الذي يصل ارتفاعه متراً كاملاً يبلغ سعره “35″ جنيهاً كما أن الصين لا يمكنها إنتاج فوانيس كبيرة على غرار الفوانيس المصرية التي تصل الى أربعة أمتار وقد يصل سعرها لألف وخمسمائة جنيه - أن ابتعاد موسم المدارس عن شهر رمضان ساهم في دفع حركة شراء الفوانيس. وإن كانت الأزمة المالية قد أثرت على القدرة الشرائية الى حد ما.