البدرى لازم يرحل
ثبتت مباراة الأهلي أمام الاتحاد الليبي أن حسام البدري غير لائق للبقاء في منصب المدير الفني للأهلي، لأنه لا يستطع قيادة الفريق في المباريات الصعبة أو الجماهيرية، ويجب على الأهلي إقالته فورا إذا أراد مواصلة مشواره في البطولة الإفريقية وفي بطولة كأس مصر.
وقد يقول البعض كيف تتم إقالة البدري رغم أنه فاز مع الأهلي بالدوري، إلا أن الفوز بالدوري لا يشفع له بالبقاء في هذا المنصب الهام والكبير، وأعتقد أن أي مدرب في مصر كان سيتولى تدريب الأهلي في الموسم الحالي كان سيفوز بالدوري في ظل فقدان الزمالك لعشرات النقاط في الدور الأول، وتراجع بتروجيت في الدور الثاني، والمشاكل الرهيبة التي تضرب جدران الإسماعيلي.
البدري من الناحية الفنية يقوم بعمل لوغاريتمات غريبة في التشكيل والتبديلات وكأنه "يجرب" في الأهلي، وهو ما تسبب في ظهور الفريق الأحمر بمستوى متواضع حتى في المباريات التي فاز فيها في الدوري.
وأهم أخطاء البدري هو عدم تثبيت تشكيل الفريق، وهو الأمر الذي عانى منه الزمالك طوال السنوات الخمسة الماضية، وأصلحه حسام حسن بعدما تولى تدريب الفريق، وهو الأمر الذي كان يفعله مانويل جوزيه مع الأهلي طوال السنوات الماضية، أما البدري فلم يفعل ذلك مطلقا.
فتارة يدفع بمحمد فضل في خط الهجوم، ثم يخفيه ويظهر لنا فرانسيس، ويبعد العجيزي لفترات طويلة ثم يدفع به في مباراة صعبة، ويخرج بلال من قائمة الـ18 عدة مباريات ثم نجده يلعب أساسيا، وننسى مهاجم اسمه أسامة حسني ثم نجده يشارك في مباراة القمة.
وفي مركز الوسط المهاجم يدفع تارة بأبو تريكة أساسيا، ثم يجلسه على مقاعد البدلاء، وتارة نجد أحمد حسن أساسيا، ثم يبتعد عن التشكيل، وأوقات أخرى يتذكر عفروتو، ثم بعدها نجد شكري أساسيا ثم يخرج من قائمة الفريق تماما.
ولا أدري سببا منطقيا لتبديل أحمد حسن في كل مباراة سواء كان جيدا أو سيئا، وكأن البدري "حافظ مش فاهم"، رغم أن الصقر شارك في ست مباريات كاملة مع المنتخب في أنجولا 2010 ونال لقب أفضل لاعب في البطولة.
وحتى لو افترضنا أن أحمد حسن وحتى أبو تريكة يلعبان بشكل سيء مع الأهلي، رغم تألقهما مع المنتخب تحت قيادة حسن شحاتة، فمن سيكون السبب في ذلك.
أما مركز الوسط المدافع فحدث ولا حرج، فتبادل عليه عدة لاعبين مثل المعتز إينو قبل إصابته، وأحمد فتحي، وحسام عاشور، وأحمد حسن، وعبد الله فاروق والذي لا أعرف كيف يشركه البدري أساسيا وأصر عليه في العديد من المباريات، بالإضافة لمصطفى شبيطة الذي يعد لغزا بعدما تألق مع الفريق وانضم لقائمة المنتخب المبدئية لنجده خارج تشكيلة الفريق تماما لفترات طويلة.
نفس الحال يتكرر مع قلبي الدفاع، فباستثناء وائل جمعة نجد الثلاثي شريف عبد الفضيل وأحمد السيد ومحمد سمير يتبادلون على مركز المساك الثاني دون تثبيت لاعب منهم، ويتكرر الحال في مركز الظهير الأيمن بين أحمد فتحي وأحمد علي ثم شريف عبد الفضيل.
وحتى مركز حراسة المرمى لم يسلم من تغييرات البدري رغم مستوى أحمد عادل عبد المنعم الجيد في الدور الأول إلا أنه أبعده عن الفريق ليشرك شريف إكرامي الذي تعرض للإصابة ليعود عادل للمشاركة مجددا ولكن بعدما فقد الثقة في نفسه.
البدري من الناحية الفنية يقوم بعمل لوغاريتمات غريبة في التشكيل والتبديلات وكأنه "يجرب" في الأهلي
ولعل أغرب ما شاهدته في لقاء الاتحاد الليبي هو لقطة الركلة الركنية للأهلي في الدقيقة 88 عندما لعب هاني العجيزي الكرة ومررها قصيرة إلى فرانسيس الذي يقف بجواره رغم أن هذا الثنائي تحديدا كان يجب أن يكون متواجدا في منطقة الجزاء لاستغلال الكرة العرضية، وهو ما يعني أن اللاعبين يلعبون "بمزاجهم" ولا يوجد من يديرهم فنيا من الخارج.
أرقام سلبية
الأهلي حقق عدة أرقام سلبية مع حسام البدري، ففي الدوري لم ينجح تقريبا في الفوز بأي مباراة صعبة باستثناء لقاء بتروجيت في السويس والذي فاز به بتسديدة من أحمد حسن في الثانية الأخيرة، فتعادل مع الزمالك مرتين، وفي المرة الأولى كان الزمالك منهارا وكان حسام حسن تولى المسؤولية قبل أربعة أيام فقط وبدأ مشواره بهزيمة من الحدود ولكنه نجح في التعادل مع الأهلي، وفي المباراة الثانية كان الزمالك الأفضل والأخطر والمتقدم ثلاث مرات قبل أن يتعادل الأهلي في الثواني الأخيرة بمجهود فردي من لاعبيه.
الأهلي أيضا تعادل مع الاسماعيلي بملعبه، وتعادل مع المصري في بورسعيد، وتعادل مع الاتحاد في الإسكندرية، وتعادل مع حرس الحدود مرتين ذهابا وإيابا وخسر منه في كأس السوبر، وخسر من غزل المحلة المهدد بالهبوط.
الأهلي أيضا لم يحقق الفوز بفارق أكثر من هدفين طوال مباريات الدوري الـ26 رغم أنه كان كثيرا ما يفعل ذلك في المواسم السابقة وهو ما يؤكد أنه يحقق الفوز بصعوبة وبخبرة لاعبيه وخوف المنافس من اسم الأهلي.
الأهلي مع البدري خسر بطولة كأس السوبر المصري للمرة الأولى بعدما كان قد توج بها خمس مرات من قبل وهي المرات التي شارك فيها.
الأهلي مع البدري خسر لأول مرة في تاريخه من فريق من زيمبابوي وتأهل "بالعافية" في القاهرة، وسجل هدف التأهل من ركلة جزاء وكان مهددا بالخروج حتى الثواني الأخيرة في حال نجح الضيوف في تسجيل هدف لولا قلة خبرتهم.
الأهلي مع البدري خسر لأول مرة في تاريخه من الاتحاد الليبي، واهتزت شباكه لأول مرة أيضا من هذا الفريق، وبات مهددا بالخروج مبكرا من بطولة إفريقيا خاصة لو نجح الاتحاد في تسجيل أي هدف في لقاء الاياب لأن وقتها سيحتاج الأهلي لأربعة أهداف.
الإقالة هي الحل
قد يقول البعض أن إقالة البدري في الوقت الحالي لن يكون قرارا صائبا في ظل ارتبط الأهلي ببطولتي إفريقيا وكأس مصر، إلا أن هذا القرار هو الصائب في هذا الوقت ليستكمل الأهلي مشواره في البطولتين بدلا من توديعهما على يد البدري.
والبدلاء كثير للبدري وجاهزون لتولي المسؤولية فورا وأبرزهم مانويل جوزيه "الخالي شغل"، أو البرازيلي كابرال، أو مواطنه ريكاردو، أو الألماني بوكير، أو حتى أحد المدربين المحليين أمثال أنور سلامة أو فتحي مبروك الذين سيكونون أفضل كثيرا من البدري.
1. وليس هناك ما يحول بينكم وبين ممارستها.
[center]