هل كان حملا تدريبيا زائدا أثر علي اداء لاعبي الزمالك وجعلهم مجهدين ؟.. أم ان التشكيل الخاطيء تسبب في تلك الخسارة1-3 من الاهلي. وربما يكون التغيير الاضطراري لاصابة ابراهيم صلاح كان وراء ما جري ؟.. التساؤلات كثيرة و مازالت دائرة رغم مرور يومين كاملين علي المباراة وتلاحق مباريات الكأس بسرعة هائلة, ولكن الحقيقة تقول: انها قيمة الخطط التكتيكية التي تظهر في المباريات المهمة, وأثبت مورينيو للجميع ذلك مع انتر ميلان.. وقبله فعل أنشيلوتي مع تشيلسي, وهناك أمثلة كثيرة لايتسع الوقت لأذكرها هنا.. لأننا سنذكر لوشيانو سباليتي وبرانديلي.. والأصلع الشهيرساكي والعبقري الآخر مارشيلو ليبي.. فالمهم كيفية توظيف قدرات اللاعبين.. والمهم أن يعرف المدرب أين يضع كل لاعب, وهذا ما فعله حسام البدري ونفذه بشكل جيد لاعبو الاهلي أمام الزمالك في دور الـ16 لكأس مصر.
انظروا كيف استطاع البدري ايقاف خطورة ومهارة لاعبي الزمالك, وعزل خطوطه تدريجيا من الوسط ليفقد منافسه افضل ميزاته وهي التقدم بهدف مع الدقيقة الأولي, و اكد ان كرة القدم غامضة حيث لا يمكن التنبؤ بما سيحدث اثناء اللعب وبكل تأكيد الفريق الذي سيفوز هو الفريق الافضل.. وخسارة الزمالك كانت صدمة لجماهيره, فكيف يتحول فريق من رائع ومبدع وصاحب أداء جميل, إلي فريق ضائع وبطيء.. وصاحب أداء هزيل بعد دقيقتين فقط ؟.. ومع ذلك فانها ليست نهاية الزمالك ولا تعني الهزيمة أمام الاهلي انهيارا لفريق أنهي الدوري في المركز الثاني لانه ودع الكأس, ولكن ماذا جري في هذه المباراة وجعل الاهلي يظهر بتلك القوة.. والزمالك بمنتهي الضعف ؟
1ـ لعب الاهلي بخيار واحد هو الفوز وبتركيز شديد وبتصميم أشد.. بينما لعب الزمالك بعد دقيقتين فقط مثل لا فيكيا سنيورا كما يقولونها بالايطالية أو السيدة العجوز وكان ثقيلا وفقد أهم أسلحته وهو روح الانتصار. وبعد الهدف المباغت كانت المبادرة عند الاهلي, بينما ظل الزمالك طوال الوقت يلعب برد الفعل, يدافع, يسعي لايقاف الاهلي.. ولايستطيع!
2ـ مازلت لا أفهم سر تصميم حسام حسن علي الدفع باديكو في الهجوم, وعلي عدم الدفع بعلاء علي منذ البداية, واشراك صبري رحيل اضطراريا لاصابة ابراهيم صلاح, وكان من المفترض ان يكون هاني سعيد البديل الذي جاء نزوله متأخرا لاصلاح خطأ ضياع الوسط.. فهل كان الهدف هو الخروج بالتعادل كأسوأ الفروض معتمدا علي براعة تصدي عبد الواحد السيد لركلات الجزاء, بينما الفوز يبدو مضمونا في الجيوب؟!.. ثم أين الاحتياطي الاستراتيجي للزمالك ؟
3 ـ تميز الاهلي بالحيوية والديناميكية, وسرعة التحرك والحركة المستمرة وتسليم الكرة من الزميل إلي الزميل, بقدرة مهارية عالية, وظهركل لاعبي الفريق من اصحاب المهارات حتي الذين يدافعون ومعظمهم من اصحاب السرعات فكانوا يفوزون في كل السباقات. كما ان الاهلي فتح أكثر من جبهة بين الناحيتين اليمني واليسري فتح بهما الملعب وجعل مهمة دفاع الزمالك في التغطية شاقة, بينما غاب عن الزمالك جناحاه لأنهما لم يجدا الدعم والمساندة, فظهر احمد غانم وحيدا تائها امام بركات ومعوض, واختفت انطلاقات عبد الشافي امام قطع عبد الفضيل الطريق امامه, ثم كيف يجري عبد الشافي ويترك أحمد حسن ؟.. ومن هنا ظهر للاهلي مهاجمان وثلاثة, وظل محافظا علي توازنه حتي النهاية!
4- كان وسط الاهلي مسيطرا في الهجوم ويقوم ببناء الهجمات وبأداء واجب المساندة الدفاعية, فصنع زيادة عددية علي وسط الزمالك وهجومه.. بالرقابة وبالضغط وتضييق المساحات حتي تعذر التمرير علي شيكابالا فأصبح الفريق عاجزا وفريق لايمرر هو فريق لايبني هجوما.. وفريق لايبني هجوما لايمكن ان يصل إلي مرمي المنافس.. وقد حدث!.. كما أن دفاع الاهلي بقيادة وائل جمعة كان يلعب بتركيز شديد ويتلقي المساندة من الوسط كخط دفاع أول, وهو دفاع بمقابلة المنافس وليس بانتظاره, فتعذر ايضا علي الزمالك شن هجماته السريعة أو التحضير لها لأنه لاتوجد مساحات, ولاتوجد قدرة عند اللاعبين علي الحركة المستمرة لصناعة المساحات بسبب الاجهاد!
ويبقي أن كل مباراة حالة بذاتها, وأنه لايوجد فريق لايخسر.. وأن تفوق الاهلي ترتب عليه ضعف الزمالك في تلك المباراة, ومشاهد تفوق الاهلي والأهداف الثلاثة والفرص الضائعة تركت أثرا سلبيا عند جميع المشاهدين, وتركت انطباعا ان منتخب البرازيل كان يلعب مع الزمالك.. وهذا كله صنع كل هذا الصخب وصنع الحديث عن مستوي أداء فريق كان طموحه لايقارن قبل أيام.. لكن المهم أن يكون اللقاء درسا لكي تسرع ادارة الزمالك في دعم وتطوير الفريق!
Ahly Ahly Ahly Ahly