جواب : يعتبر التوحيد أصل معرفة الله و أساسها و أول خطوة في طريق عبادته ، و الهدف الأول في دعوة الأنبياء يقول الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) : " أول عبادة الله معرفته ، و أصل معرفة الله توحيده " [1] .
أما المقصود من التوحيد فهو معرفة أن الله سبحانه و تعالى واحد في الربوبية و لا شريك له في العبودية ، و هو واحد أحد ليس كمثله شيء ، قديم لم يزل و لا يزال ، و هو الأول و الآخر ، عليم حكيم عادل حي قادر غني سميع بصير و لا يوصف بما توصف به المخلوقات ، فليس هو بجسم و لا صورة ، و ليس جوهرا و لا عرضا ، و ليس له ثقل أو خفة و لا حركة أو سكون و لا مكان و لا زمان ، و لا يشار إليه ، و لا ندّ له و لا شبه و لا ضد ، و لا صاحبة له و لا ولد ، و لم يكن له كفوا أحد ، لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار .
و يلزم توحيد الله سبحانه و تعالى من جميع الجهات ، فيجب توحيد الله تعالى من الجهات التالية جميعها :
1. توحيده في ذاته ، أي انه واحد في ذاته ، فذاته غير مركبة من أجزاء ، و لا وجود لأله آخر خارج ذاته المقدسة .
2. توحيده في الصفات ، أي الاعتقاد بأن صفاته هي عين ذاته و ليست مغايرة لذاته بأن تكون له ذات و له صفات كما هو شأن المخلوقين ، كما يلزم الاعتقاد بأنه لا نظير له في العلم و القدرة و لا شريك له في الخلق و الرزق ، و لا ند له في كل كمال .
3. توحيده في العبادة ، فلا تجوز عبادة سواه بوجه من الوجوه .
4. و لعل أقوى دليل و أظهر برهان على وحدانية الله تعالى هو الانسجام السائد على الكون و على الأنظمة الجارية فيه ، إذ بتعدد الآلهة يمتنع حصول النظام و الانسجام و يظهر الاختلال و الفساد ، و إلى هذه الحقيقة أشار القرآن الكريم حيث قال : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون } [2] ، إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة التي سنذكرها ضمن الإجابة على الأسئلة المطروحة و الواردة ، فليراجعها من يريد .