هديـــــــــــــــــة الثعــــــــلبكان الثعلب على علم بموعد عيد ميلاد النمر ، فاشترى لهذه
المناسبة ربطتي كرنب هائلتين واستودعهما لدى العنزة وطلب منها أن توصل الهدية
مصحوبة برسالة إلى الكاسر الرهيب .
فوافقت العنزة مسرورة .بما أن النمر حيوان
لاحم لا يأكل الخضروات ، فإن حزمتي الكرنب ستكونان من نصيبي لا محالة .' هكذا حدثت
العنزة نفسها وهي تحث السير إلى أن وصلت عرين النمر ، فقدمت له الهدية .
قبل
النمر الهدية شاكرا ، ثم انفجر ضاحكا بعد أن قرأ الرسالة
- يا لهذا الثعلب
النزق . هل نسي أنني لا آكل الخضر . هما لك أيتها العنزة فكلي الكرنب هنيئا مريئا
.
أعجبت العنزة بكرم النمر ، فشكرته وانهمكت في تذوق الخضر إلى أن أنهت الوليمة
، فهمت بمغادرة المكان . لكن – يا للمفاجأة – لقد وجدت الباب موصدا في وجهها وسمعت
قهقهات النمر :
- لقد أسر لي الثعلب بأنك هدية عيد ميلادي ، فبماذا سأتغدى في
يوم فرحتي إذا ذهبت الآن ؟
وقفز على العنزة فاتحا شدقين واسعين عض بهما العنزة
من العنق .
التعليق:::: إن الحيلة في ترك الحيل . ومحتال واحد يقابله محتالا ونصفا . وربح صغير قد يخبئ وراءه خسارة فادحة تكون عاقبتها وخيمة .
2 – بائع البرتقال
انتصب بائع برتقال على قارعة الطريق يبيع ثماره ، فمرت بقربه
عجوز وسألته إن كانت هذه الثمار المعروضة للبيع حامضة ؟
ظن البائع أن حريفته
العجوز لا تأكل البرتقال الحامض ، فرد عليها مسرعا :
- لا . هذا برتقال حلو . كم
يلزمك يا سيدتي ؟
- ولا حبة واحدة . أنا أرغب في شراء البرتقال الحامض ، فكنتي
حامل وهي تهوى أكل ذاك الصنف من البرتقال .
ها قد خسر البائع الصفقة .
بعد
وقت طويل ، اقتربت منه امرأة حامل ، وسألته :
- هل هذا البرتقال حامض يا سيدي
؟
وبما أن المرأة حامل ، فإن الإجابة كانت على طرف لسان التاجر :
- نعم . هو
حامض يا سيدتي . كم كيلوغرام تريدين ؟
- ليست لي رغبة في هذا البرتقال ، فحماتي
تحبذ البرتقال الحلو وتمقت البرتقال الحامض .
ها هو التاجر يخسر مرة ثانية
الصفقة .
إ
التعليق:::: من يريد خداع الآخرين يخدع نفسه قبلهم .
3 – الجرادة الرمادية والجرادة [b]الخضراء .
[/b]في فصل الخريف ، وفي حقل ذرة لم يستو بعد ، كانت تعيش جرادة
رمادية . قريبا من حقل الذرة ، وفوق العشب الأخضر ، كان يوجد مسكن الجرادة الخضراء
.ذات يوم ، استعدت الجرادة الرمادية وقفزت قفزة هائلة ، فغادرت حقل الذرة وحطت فوق
العشب الأخضر .
- هاي . ماذا يحدث ؟ ماذا تفعلين أنت هنا ؟
- من هذا الذي
يتكلم ؟
والتفتت الجرادة الرمادية حولها تبحث عن مصدر الصوت ، فاكتشفت جرادة
خضراء عند مرمى بصرها . جرادة لم تستطع تمييزها بسهولة بين الأعشاب بسبب كسوتها
الخضراء .
- أنا الجرادة الرمادية . أسكن في حقل الذرة المجاور . أعذريني إن كنت
أقلقت راحتك بهذا الهبوط الصاخب . كانت الجرادة الرمادية تتكلم وهي منهمكة في تفحص
الجرادة الخضراء من كل الجهات : رأس أخضر ، وجسم أخضر ، حتى الجناحان خضراوان
كأنهما ورقتان منشورتان ، ورقتان من حجر اليشم الكريم .
تأملت جرادة حقل الذرة
جرادة العشب الأخضر ، فأكل الحسد عقلها وقلبها وكرهت نفسها . كرهت هذا اللون
الرمادي ، فعادت إلى حقل الذرة تجر أذيال الخيبة .
في الغد ، عادت الجرادة
الرمادية خفيفة إلى الأرض الخضراء ، فدعكت جسمها بالحشائش دعكا شديدا حتى اخضر
لونها ، فصارت ترقص فرحا وغبطة .
وعند عودتها إلى حقل الذرة ، وبينما كانت تعرض
جمالها على أترابها ولعابها الأخضر يسيل من فمها ، انقض عليها فرس النبي من خلف ،
فأكلها .
لقد جنى عليها هذا اللون الأخضر الجميل الذي جعلها تتميز على قريناتها
في حقل الذرة الرمادي
ا
لتعليق ::: القناعة كنز لا يفنى
4 – الحجة الدامغة
اصطاد ثعبان دراجا أعرج واستعد لالتهامه ، لكن ثعلبا سرقه منه بحركة سريعة بارعة ، ولم
يترك له فرصة لاستعادته .
قال الثعبان :
- أنا من اصطاد هذا الديك البري فمن
حقي أن أتمتع بأكله .
رد عليه الثعلب :
- سيكون من نصيبي يا ثعبان . فمنذ
شهر ، أوقفته وعضضته من إحدى قائمتيه . أنظر مليا ، أليس هذا الدراج أعرج ؟
أمام هذه الحجة الدامغة ترك الثعبان الدراج للثعلب .
واستعد الثعلب لاتهام
الدراج لكن ذئبا انقض على الفريسة وافتكها منه . فلم يستسلم الثعلب بسهولة ، وصار
يحاجج الذئب :
- إنه دراجي يا ذئب . أنا من اصطاده ، فهو ملكي ومن حقي التهامه .
فلماذا تسطو على رزق غيرك أيها الظالم الغشوم ؟
رد الذئب مبتسما :
- هذا لن يكون أبدا يا ثعلبي العزيز . ولتعلم أنني اصطدت هذا الدراج منذ ستة شهور لكنني لم
آكل هذا الطائر البري لأنه كان هزيلا . فربطته في كهف وجعلت أسمنه . ومع حرصي
الشديد ، غافلني ابن الدراجة الملعونة وفر بجلده .
أنظر مليا ، ألا ترى ذيله
المنتوف يا ثعلب ؟
كان الثعلب يعرف أن ما قاله الذئب كذب في كذب ، وإن مقولته
لا أساس لها من الصحة مثلها مثل تأكيداته هو للثعبان . ولكن ما حيلته أمام حجج
الذئب الدامغة ، فتخلى له عن الدراج .
في تلك اللحظات ، وصل نمر بغتة . انقض على
الدراج وافتكه من بين أنياب الذئب الذي صاح محتجا :
- اترك لي دراجي أيها النمر
، فأنا من اصطاده . إنه رزقي الحلال يا سيد الغابة .
فرد النمر على افتراءات
الذئب :
- هذا غير صحيح يا حبيبي لأن هذا الدراج ملكي الخاص . لقد حجزت هذا
الطائر منذ سنة . والله لأقطعن اليد التي تمتد نحو ريشة من ريشه .
فارتفع لغط
الذئب والثعلب والثعبان :
- هذا كذب بائن يا نمر ، فعمر هذا الدراج أقل من سنة
.
هات حجة أخرى إن كنت من الصادقين .
فقال لهم النمر هادئا مطمئنا :
-
كلامكم سليم يا أحبابي ، ولكن لتعلموا أنني اصطدت منذ سنة دراجة عرجاء وبلا ذيل ،
فاستعطفتني هذه الدجاجة المسكينة وطلبت مني أن أطلق سراحها . ووعدتني بأن تهبني كل
فراخها مقابل عفوي وكرمي .
أنظروا أيها العميان ، أليس هذا الدراج أعرج وبلا
ذيل ؟ إنه بلا شك واحد من ذرية دراجتي ، فمن العدل إذن أن يكون من نصيبي
.