مع كل خطأ يتعرض له منتخب مصر أو احد أنديتها في المسابقات الإفريقية، يبدأ البعض بالحديث عن التاريخ الأسود للحكام الأفارقة مع كرة القدم
المصرية و يطالب البعض الأخر بحتمية مقاطعة البطولات الإفريقية دون النظر إلي العواقب الوخيمة التي يمثلها مثل هذا القرار الانفعالي.
علي سبيل المثال لا الحصر لن تنسي جماهير الكرة المصرية لامبتي (الأب) وكيف تسبب هو والحكم الجابوني (الضخم) ديرامبا في اغتيال الحلم المصري
عندما تسببوا في إعادة لقاء مصر وزيمبابوي في تصفيات كأس العالم بالولايات المتحدة عام 1994 وتحدث البعض وقتها عن مباركة السيد/ عيسي حياتو للقرار
علي أساس أن صعود زملاء الحارس بروس جروبيلار لن يمثل خطورة علي منتخب بلاده في المرحلة الحاسمة للتصفيات.
ومنذ أيام تسبب لامبتي (الإين) ومساعده الأول في إقصاء الأهلي بشكل متعمد وفاضح من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي بعدما احتسب هدف (يدوي) لا تخطئه عين وترك الحبل علي الغارب لأصحاب الأرض في إضاعة الوقت وإدعاء الإصابة وتغاضي عن احتساب ركلتي جزاء لحسام غالي ومحمد
ناجي جدو علي مدار شوطي اللقاء.
معاناة منتخب مصر وأنديتها مع التحكيم الإفريقي لم ولن تتوقف فلم ننسي بعد كيف فاز الترجي علي الزمالك في نهائي أبطال الدوري عام 1994 عندما بني فوزي البنزرتي خطته علي دفع أحد لاعبي فريقه للحارس حسين السيد حتى يسهل الطريق لزميله للتسجيل ولن نغفل عن تمثيلية لاعب الصفاقسي سفيان الفقيه في
لقاء فريق عاصمة الجنوب التونسي مع الزمالك عام 1996 في نفس البطولة التي نال علي إثرها أحمد الكأس ورقة حمراء تماماً كما حدث مع محمد بركات وخالد
القربي في ملعب مواجهة رادس الأخيرة.
التجاوزات ضد الأندية المصرية تتوالي وها هو الجزائري كريم داحو يرتكب خطأ قانوني فادح ويترك فريق الرجاء البيضاوي المغربي يلعب 5 دقائق من الشوطالثاني باثني عشر لاعباً في لقاءه مع الأهلي في ختام دوري المجموعات 1999 ومن بعده تسبب حكم سيشل إيدي ماييه في إبعاد الإسماعيلي عن لقبه الثاني في دوري الأبطال أمام إنيمبا النيجيري قبل أن يعود بعدها بست سنوات ليحرم المنتخب المصري من أفضلية لعب لقاءه الفاصل مع الجزائر في أم درمان بتفوق عددي بعد تغاضيه عن طرد مدافع الجزائر نذير بلحاج بعد خشونته المتعمدة مع أحمد حسن قبل دقيقة واحدة من هدف عنتر يحيي.
الجريمة الكبرى كانت من نصيب الحكم المغربي عبد الرحيم العرجون في نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الأهلي و النجم الساحلي 2007 عندما تسبب بقراراته الغريبة وغير المبررة في إبعاد اللقب عن الأهلي وكيف كافأه ( الكاف) علي ذلك فلم يستبعده من إدارة نهائيات كأس الأمم بغانا 2008 بل وأسند إليه لقاء غانا و الكاميرون الهام في نصف نهائي البطولة!
وحتى نكون منصفين ولا ننظر إلي نصف الكوب الفارغ فقط، لابد أن نقر أن المنتخب والأندية المصرية تحمل معظم الأرقام القياسية في معظم المنافسات في
القارة السمراء في ظل وجود نفس الإتحاد ونفس الحكام ولابد أن نعترف أيضاً أن منتخب مصر حقق لقبين لكأس الأمم علي حساب بلد رئيس الكاف عيسي حياتو
عامي 1986 و2008 تماماً كما حقق الأهلي لقبه السادس في دوري الأبطال علي حساب القطن الكاميروني داخل قواعده وفي وجود حياتو نفسه وأن الحكم الجزائري
الشجاع جمال حيمودي أدار اللقاء بكفاءة واقتدار واحتسب ركلة جزاء لمصلحة بركات في نهاية زمن اللقاء ولو كان الحكام يجاملون أحد علي حساب المنتخب والأندية المصرية لجاملوا الرجل الأقوى في المنظومة الكروية الإفريقية دون جدال.
الشيء الذي يدعو للقلق في الآونة الأخيرة بالذات ويٌثير الشك والريبة هو قرارات لجنة الحكام في الإتحاد الإفريقي بقيادة المالي أمادو دياكيتيه - المتورط في فضيحة بيع أصوات الجمعية العمومية في حملة التصويت علي استضافة كأسي العالم عامي 2018 و2022 - التي تٌعيين حكام دون المستوي وليس لديهم
تاريخ يخشون عليه أو أمل في مستقبل ويكونون دائماً عٌرضة لكافة أنواع الضغوط وفريسة لإغراءات من أندية لها باع طويل ومعروف في محاولة التأثير
علي الحكام خصوصاً علي أرضها، فلماذا يتم تعيين مثل هؤلاء الحكام لمباريات الأهلي أكبر وأعرق وأقوي الأسماء في القارة في الوقت الذي يذهب حكام الصف الأول كالجنوب إفريقي المونديالي جيروم دامون إلي مباريات أخري لأطراف لا يمكن مقارنتها بالأهلي بأي حال من الأحوال؟
الغريب و بعد كل هذه التجاوزات من أصحاب الصافرات ضد ممثلي كرة القدم المصرية يأتي البعض ليتهم "الكاف" بمجاملة مصر لأنها دولة المقر ولهؤلاء نقول إذا كانت هذه التصرفات والتجاوزات في نظركم مجاملة فأين هو الظلم؟
أخيراً وبلسان حال جماهير الأهلي المصدومة من الحكم الغاني جوزيف لامبتي ومحللي الجزيرة الرياضية نقول( إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وأن لغيابك
يا نزاهة علي ملعب رادس وفي استوديوهات الجزيرة .. لمحزونون).
التقرير منقول من موقع يالاكورة للمناقشة