في ظل تلك الأيام التاريخية التي يعيشها شعب مصر منذ اندلاع ثورته الخالدة في 25 يناير
من اجل تحقيق الحرية والعزة والكرامة للوطن والمواطن والقضاء علي القهر والاستبداد
والظلم وملاحقة الفاسدين واقتلاع الفساد من جذوره ومعاقبة مرتكبيه العقاب الرادع الذي
يستحقونه فإن قيادات الدولة ممثلة في المجلس الأعلي لقواتنا المسلحة الباسلة ومجلس الوزراء
رغم مهامها الجسام في تلك المرحلة التاريخية تحرص علي عودة الحياة لطبيعتها في كافة المجالات
والقطاعات لكونها الخطوة الاولي لوضع حجر الاساس لتحقيق حلم الشعب في بناء مصر الحديثة..
مصر الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة وتأكيدا للعالم علي أن مصر قادمة وماضية بقوة
لتحقيق اهداف ثورتها المجيدة واستعادة هيبتها ومكانتها الدولية وريادتها العربية والافريقية كان
قرار قيادات الدولة باستئناف مسابقة الدوري كأحد الأنشطة الرياضية والاقتصادية والاجتماعية
التي تعكس مدي عودة الحياة لطبيعتها وامتلاك الدولة للقبضة الحديدية واستقرار الامن وعودة
الهدوء والأمان لكافة ارجاء الوطن واذا كانت قيادات الدولة قد اعلنت التحدي بهذا القرار لتصل
تلك الرسالة للعالم أجمع كونها مرتبطة بعودة الحركة السياحية والاستثمارات لتدفقها الطبيعي
فإننا سنجد في المقابل أي عناصر كرة القدم "الجماهير واللاعبين والمدربين والحكام والاعلام
واتحاد اللعبة" مطالبون ببذل قصاري جهدهم في تحمل مسئولياتهم من اجل نجاح مسابقة الدوري
حفاظا علي حقوقهم المالية أولا كونها تمثل مصدر رزق لعناصر اللعبة وتحقيق الترفيه والمتعة
والتسلية لعشاقها وهذا يتطلب أن تلتزم تلك العناصر بالسلوك الحضاري والرياضي في الملعب
والمدرجات وتجنب الاثارة والخروج عن النص وعدم الاعتراض علي التحكيم وان يتذكر الجميع
ان الرياضة فوز وخسارة وان وزير الداخلية تعهد بانجاح وتأمين المسابقة كونها ستقام تحت رعاية
وحماية القوات المسلحة وان الأمن لن يسمح بالشغب والاساءة لملاعبنا وان الشرطة سوف تتعامل
بقوة وحزم وطبقا للقانون مع كل من تسول له نفسه تعطيل مسيرة الدوري بما يضمن الوصول
بالمسابقة لبر الأمان.. وتلك التصريحات التي اكدت قدرة الأمن علي ردع أي مشاغب في المدرجات
فإن اتحاد الكرة مطالب بتوقيع اقصي العقوبات ضد اللاعب أو الإداري أو المدرب المشاغب والجماهير
غير الملتزمة واري ان اقامة المباريات بدون جماهير هو العقاب والحل الانسب في حالة عدم التزامها
باحترام قدسية الملعب في تلك المرحلة الانتقالية التي يمر بها الوطن ويجب ان يتذكر جميع عناصر
اللعبة أن محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب سبق والغي مسابقة الدوري من الدور الثاني حتي
يتفرغ المنتخب للاستعداد لكأس العالم عام 90 ولم تنهار اللعبة فإذا لم تلتزم الجماهير وعناصر
اللعبة بتحقيق الاستقرار والهدوء لمباريات المسابقة وتحرص علي نجاحها.. فإن قرار إلغاء المسابقة
سيكون الحل مثلما فعل الجوهري وعندئذ سوف يخسر الجميع.