مع مرور أكثر من 86% من منافسات موسمه الرابع بعد الخمسين، بدأت ملامح المقدمة في الدوري المصري الممتاز تلوح في الأفق في الوقت الذي إختلطت فيه الأوراق وتبدلت المواقع في القاع وأصبحنا علي موعد مع أربع جولات حاسمة وملتهبة في البطولة الأهم والأقوى في الشرق الأوسط.
فوزان مفاجآن لسموحة علي الجيش والإتحاد علي انبي أنعشا آمالهما في القتال حتى الرمق الأخير من أجل التشبث بالبقاء بين الكبار، وخسارة ثالثة علي التوالي للمقاولون ربما تجهض مساعي محمد رضوان في إنقاذ سفينة الذئاب من الغرق.
دجلة والحدود يحولان تأخرهما أمام بتروجيت والإنتاج الحربي إلي فوزين كبيرين ويقتربان منطقة الأمان، والجونة يوقف انطلاقة مصر المقاصة .. كان هذا ملخص ما دار في منطقتي القاع والوسط.
أما في صراع القمة فقد تضاءلت أمال الزمالك في استعادة اللقب الغائب في المواسم الست الأخيرة بعد خسارة صاعقة من المصري المتألق بشدة مع بصري، في الوقت الذي وضع الأهلي أحدي قدميه علي منصة التتويج للمرة السابعة علي التوالي بعد فوز مستحق علي الإسماعيلي في القمة الثانية لكرة القدم المصرية في انتظار حسم الأمور تماماً في القمة 107 مع الزمالك مساء الأربعاء.
الجولة الأولي في السدس الأخير من المسابقة شهد سبع انتصارات وتعادل وحيد وحفل بالعديد من الظواهر والأرقام والمفارقات نستعرضها علي النحو التالي دون أن ننسي اختياراتنا المعتادة للأفضل علي كل الأصعدة.
* حصيلة تهديفية غزيرة، حيث اهتزت الشباك بأربعة وعشرين هدفاً خلال تلك الجولة الرقم الذي يزيد بتسعة أهداف كاملة عن الجولة الماضية رفع حصيلة الأهداف هذا الموسم للرقم 488 هدفاً في 208 مباراة وبنسبة تزيد عن 2.3 هدف في اللقاء الواحد.
* إذا كان فريق مصر المقاصة قد حول تأخره أمام الجونة في الغردقة من الخسارة بهدفين للتعادل، فإن الثنائي وادي دجلة وحرس الحدود تمكنا من قلب التأخر أمام بتروجيت والإنتاج الحربي إلي فوزين كبيرين بأربعة أهداف لهدفين "للدجلاوية" وبنفس الرباعية ولكن مقابل هدف وحيد لكبير العائلة العسكرية.
* في سباق الهدافين لازال نجم الزمالك محمود عبد الرازق "شيكابالا" الغائب عن هز الشباك للجولة الثانية علي التوالي، مازال يغرد وحيداً في الصدارة برصيد ثلاثة عشر هدفاً وبفارق أربعة أهداف كاملة عن الثنائي أحمد عبد الظاهر مهاجم إنبي والكاميروني أوتو بونج مهاجم الإتحاد الذي انتقل للهلال السوداني.
* ستة أهداف كاملة للنجوم الأجانب خلال تلك الجولة منها ثنائيه للمدافع المالي الياسو في مرمي الزمالك ومثلها للسوري عبد الفتاح الأغا مهاجم دجلة في بتروجيت، أما الثنائي صمويل أفوام مهاجم سموحه الغاني وأوسو كونان مهاجم المقاصة الإيفواري فقد تقاسما باقي الحصيلة بهدفين في شباك الجيش و الجونة .. السداسية رفعت غلة النجوم الأجانب للرقم 117 هذا الموسم.
* مع اقتراب الدوري من مراحله النهائية، توترت الأعصاب بشدة داخل الملعب وخارجه فظهرت الكروت الحمراء بشكل غير مسبوق حيث طرد مدحت الحوفي ثنائي الإنتاج محمد جودة وأحمد أبومسلم في لقاء فريقهما مع شقيقه الحدود.
وسار محمد عبد القادر مرسي علي نفس النهج وأشهر بطاقتين حمراوين في وجه حسين علي وأيمن عبد العزيز لاعبا وسط الجونة والمقاصة، البطاقات الأخري رُفعت أيضاً خارج الملعب، حيث طرد الدولي البلجيكي ليوس ووترز مهاجم الإسماعيلي الجالس علي مقاعد البدلاء عمر جمال في لقاء فريقه مع الأهلي، فيما نال سمير كمونة مدرب بتروجيت ورقة حمراء من الحكم توفيق السيد في اللقاء الذي خسره فريقه بهدفين لأربعة.
* منذ أن دفع به طه بصري بدلاً من زميله أمير عبد الحميد في آخر دقائق لقاء المصري مع دجلة في الجولة العشرين، حافظ بعدها حارس المصري الواعد أحمد الشناوي علي نظافة شباكه خلال ست مباريات متتالية، منها اللقاءين الأخيرين ضد الإسماعيلي والزمالك صاحبي المركزين الأول والثاني في قائمة أفضل الهجوم بالدوري ولم تهتز شباك حارس منتخب الشباب طوال 543 دقيقة كاملة.
* من المفارقات الغريبة خلال تلك الجولة أن فريق سموحة متزيل الترتيب تمكن من إلحاق الخسارة التاسعة بفريق طلائع الجيش علي أرضه، و هو إنجاز عجز الزمالك عن تحقيقه بقيادة حسام حسن في الجولة السابقة وهو يتصدر الترتيب.
أفضل جمهور
رغم الحضور المكثف والرائع و التشجيع الجنوني لجماهير المصري والأهلي في لقائي قمة هذه الجولة مع الزمالك والإسماعيلي، إلا أن الهتافات الخارجة من الجمهورين الكبيرين أجبرنا علي حجب هذه الجائزة خلال تلك الجولة.
أفضل مدير فني
رغم نجاح الرباعي ميمي عبدالرازق في سموحة وحسن أبوعبدا في الإتحاد وطلعت يوسف في الشرطة والبلجيكي والتر ميوس في دجلة، رغم نجاحهم في قيادة أنديتهم لأربع انتصارات هامة خلال تلك الجولة، إلا أن الثلاثي طه بصري في المصري ومانويل جوزيه في الأهلي وطارق العشري في حرس الحدود استحقوا اقتسام جائزة أفضل مدير فني.
قاد بصري فريق "المدينة الباسلة" لتحقيق فوز كبير علي الزمالك وحفاظ الفريق معه علي سجله خالياً من أي خسارة طوال سبع مواجهات، أما الساحر البرتغالي فقد تمكن كعادته من التألق وقيادة فريقه لانتصار ذهبي علي "الدراويش اقترب به من لقبه السادس مع الأهلي في الدوري.
ثالث المتألقين من المدربين كان تلميذ جوزيه الرائع طارق العشري الذي أبدع في قيادة "كبير العائلة العسكرية" إلي تحقيق أكبر فوز في دوري هذا الموسم أمام دجلة في الجولة السابقة قبل أن يعاود النجاح و يتمكن معه الحرس من تحقيق أكبر فوز خلال تلك الجولة علي الإنتاج برباعية مقابل هدف.
أحسن هدف
الثالث: الهدف الأول للشرطة في مرمي المقاولون العرب الذي سجله المدافع أسامة العزب بعد أن هيأ الكرة لنفسه من علي حافة منطقة جزاء "الذئاب" وسدد قذيفة رائعة بقدمه اليمني استقرت في أقصي الزاوية اليمني العليا لمحمد العقباوي.
الثاني: من عرضية نموذجية من الظهير الأيسر المتألق أحمد شديد قناوي طار اليها المدافع المالي إلياسو كالسهم بين دفاعات الزمالك و أطلق قذيفة برأسة كادت تمزق شباك عبد الواحد السيد وعززت تقدم "فرسان بورسعيد" بهدف آخر بعد أن سجل نفس اللاعب هدف التقدم في الشوط الأول وبرأسه أيضاً.
الأول: بعد أن عدل عمرو السولية النتيجة لمصلحة"الدراويش" مع بداية الشوط الثاني، وبدأت الأمور تتأزم بين صفوف "الزعيم"، كان المخرج عن طريق هداف كأس الأمم الأخيرة بأنجولا الذي تبادل الكرة بروعة مع زميله البديل دائم التألق دومينيك دا سيلفا قبل أن يستقبلها جدو و يسدد يسارية رائعة في شباك محمد فتحي محرزاً هدفه الشخصي السادس هذا الموسم الذي استحق أن يكون أجمل أهداف تلك الجولة.
أفضل لاعب
عندما تكون مدافعاً و تتألق في رقابة مهاجمي المنافس وحماية مرمي فريقك من الإصابة، لابد وأن تنال الثناء والتقدير من الجميع، أما عندما تضيف إلي هذه المهام وظائف أخري وتتقدم في الضربات الثابتة لتحقيق زيادة عددية تمكن أحد زملاءك المهاجمين من زيارة شباك الفريق الأخر، فأنت رائع بلا شك.
أما عندما تفعل هذا وذاك وتنجح في هز الشباك بهدف، فأنت لاعب من طراز خاص إن فعلت كل هذا و سجلت بدلا من الهدف هدفين، فلابد أنك الأفضل من بين كل نجوم الدوري المصري الـ 224 الذين شاركوا خلال تلك الجولة .. هذه الكلمات هي هدية متواضعة للغاية للنجم المالي إلياسو مدافع المصري صاحب الـ 25 عاماً الذي أستحق عن جدارة واستحقاق لقب أفضل النجوم خلال تلك الجولة.