ما أشبه الليلة بالبارحة.. هكذا أكد الشياطين الحمر فعلوها مرة أخرى بإحراز لقب الدوري مجددا بعد موسم مثير وحافل بالأحداث شهد فترة توقف من أطول فترات التوقف على مدار تاريخ المسابقة حيث توقف الدوري لمدة نحو ثلاثة شهور بسبب ثورة 25 يناير.
لكن فترة التوقف لم تمنع الأهلي من ممارسة هوايته المعتادة في حصد لقب الدوري ولم تنقذ الزمالك من احتلال المركز الثاني المسجل باسمه في سجلات الدوري الممتاز وكذلك حل الإسماعيلي ثالثا ليكرر الفرسان الثلاثة ترتيب الموسم الماضي مع احتفاظ الأهلي بفارق النقاط الكبير الذي يفصله عن الزمالك علما بأن موسم 2009/2010 انتهى بفارق عشر نقاط بين الأهلي والزمالك.
في المقابل كان سموحة هو الوحيد من بين الأندية الثلاثة الصاعدة في بداية هذا الموسم الذي ودع البطولة بعد موسم واحد وهبط مجددا بينما حافظ وادي دجلة والمقاصة على مكانيهما بدوري الأضواء والأخير ترك بصمة رائعة واحتل مركزا متقدما في جدول المسابقة.
حصل الأهلي على لقب الدوري للمرة السادسة والثلاثين في 54 موسما جرت حتى الآن ليستحوذ بذلك على ثلثي ألقاب الدوري بالضبط ويؤكد للجميع أنه قلعة البطولات وأن أي كبوة يمكن عبورها من خلال القيادة الرائعة والإخلاص والاجتهاد.
لم تكن هذه المرة الأولى التي ينجح فيها الأهلي في الانقضاض والتخلص من الفارق الذي يتفوق به الزمالك في بداية الموسم ولكن السيناريو هذه المرة كان له مذاق خاص.. ففي نهاية الدور الأول للمسابقة كان الزمالك متقدما على الأهلي بفارق أربع نقاط وحال الأهلي المترنح دفعت الكثيرين إلى التأكيد على أن الزمالك هو بطل الدوري للموسم الحالي لكن الأهلي نجح في غضون أسابيع قليلة في استغلال خبرة لاعبيه ومديره الفني البرتغالي مانويل جوزيه في حسم اللقب لصالحه وحرمان الزمالك من تحقيق الحلم الذي طال انتظاره.
لا يختلف اثنان على أن الأهلي مر هذا الموسم بظروف استثنائية قلما تتكرر في تاريخ القلعة الحمراء حيث تعاقب على تدريبه ثلاثة مدربين في موسم واحد كان أولهم حسام البدري الذي قاد الفريق للفوز بلقب الدوري في الموسم الماضي بنفس مجموعة اللاعبين لكنه لم يوفق في بداية الموسم الحالي وتدهورت عروض الفريق بشكل غريب ومثير للدهشة حتى جاءت الهزيمة أمام الإسماعيلي 1/3 لتدفع البدري إلى تقديم الاستقالة وينتهي الفصل الأول من مسرحية نجاح الأهلي في الموسم الحالي ثم تولى المخضرم عبد العزيز عبد الشافي (زيزو) ابن الأهلي مسئولية إعادة ترتيب الأوراق في مشهد قصير حتى نهاية الدور الأول من الموسم وكان الهدف منه هو تهدئة الجماهير وتهيئة الفريق وأنصاره لوصول الساحر جوزيه.
أما الزمالك فلم يستطيع استكمال مسيرة النجاح وسقط شبابه أمام الخبرة وفشل حماسه أمام عقلانية الأهلي وجوزيه.
وحتى قبل مباريات الأسبوع الأخير من الدوري، أقيمت 232 مباراة في الدوري شهدت انتهاء 155 منها بفوز أحد الفريقين بينما انتهت 77 مباراة بالتعادل وكان الأهلي هو صاحب أكبر رصيد من الانتصارات (16 فوزًا) مقابل 14 لكل من الزمالك والإسماعيلي بينما كان سموحة والمقاولون هما الأقل فوزا برصيد خمسة انتصارات لكل منهما بينما كان المقاولون هو صاحب أكبر عدد من الهزائم برصيد 15 هزيمة مقابل 14 لكل من الاتحاد السكندري وسموحة الهابطين معه ووادي دجلة الذي ضمن البقاء.
كما شهدت هذه المباريات تسجيل 548 هدفا بنسبة نحو (4ر2 هدف) في المباراة الواحدة وكان الإسماعيلي صاحب أكبر عدد من الأهداف هذا الموسم برصيد 48 هدفا مقابل 46 للزمالك و45 للأهلي بينما كان الطلائع هو أقل الفرق تسجيلا للأهداف برصيد 23 هدفا.
أما صاحب أضعف دفاع فكان فريق الاتحاد السكندري الذي اهتزت شباكه 49 مرة وكان المصري هو الأفضل دفاعا حيث اهتزت شباكه 22 مرة بفضل تألق حارس مرماه الشاب محمد الشناوي الذي أثبت أنه مكسب كبير لهذا الفريق.
بذلك ارتفع عدد مباريات الدوري على مدار 54 موسما باستثناء مباريات الأسبوع الأخير إلى 9308 مباريات شهدت إحراز 20 ألفًا و42 هدفا حيث كسر هذا الموسم حاجز العشرين ألف هدف في تاريخ البطولة.
في نفس الوقت نجح محمد أبو تريكة نجم الأهلي في دخول نادي المائة بعدما بدأ الموسم وهو بحاجة إلى ستة أهداف فقط لدخول هذا النادي ليسجل ثمانية أهداف ويدخله بالفعل رغم الإصابات التي أبعدته طويلا عن صفوف الفريق هذا الموسم.. وسبق أبو تريكة إلى هذا النادي سبعة لاعبين فقط هم حسن الشاذلي (176 هدفا) وحسام حسن (168 هدفا) ومصطفي رياض (123 هدفا) والسيد الضظوي (112 هدفا) ومحمود الخطيب (108 أهداف) وأحمد الكأس (107 أهداف).
المثير للدهشة أن الموسمين الماضيين شهدا سيطرة اللاعبين الأفارقة على قمة قائمة هدافي المسابقة حيث كانت من نصيب بابا آركو وأمادو فلافيو في موسم 2008/2009 وإيريك بيكوي ومينسوا بوبا في الموسم الماضي 2009/2010 ولكنها عادت لهيمنة لاعبي مصر في الموسم الحالي حيث يعتليها شيكابالا وأحمد عبد الظاهر.
كما شهد هذا الموسم عودة الطيور المهاجرة وأبرزها محمد شوقي وحسام غالي اللذان تألقا مع الأهلي وعبد الظاهر السقا وعمرو الحلواني وعمرو زكي وحسني عبد ربه وعماد متعب الذي أبعدته الإصابة كثيرا وعاد في نهاية الموسم وأحمد حسام ميدو الذي وقف خارج الخطوط بسبب خطأ إدارايa