السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جئتكم اليوم بموضوع جديد وباسلوب جديد وهو عبارة عن بحث قمت به بنفسي وجمعت ما وجدت من اقوال العلماء والمشاييخ والفقهاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يشعر الميت بزيارة أهله لقبره؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالميت ينقطع عمله إلا من ثلاث كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلمإذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) أخرجه مسلم.
وللمييت حياة غير حياتنا، تحكمها قوانين لا نستطيع إدراكها بعقولنا، فعلينا أن نسلم بما أخبرنا به الشارع الحكيم فيما لا قدرة لنا على معرفته، وقد جاء أن الميت يشعر بمن يزوره وهو في قبره، فقد ورد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال :«ما من أحد مرّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا، فسلّم عليه إلا عرفه وردّ عليه السّلام» أخرجه الخطيب وابن عساكر وابن النجار، وسنده جيد كما في كنز العمال، وورد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم «أنّه أمر بقتلى بدر، فألقوا في قليب، ثمّ جاء حتّى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: يا فلان ابن فلان، ويا فلان ابن فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً، فإنّي وجدت ما وعدني ربّي حقاً، فقال له عمر رضي الله تعالى عنه: يا رسول اللّه، ما تخاطب من أقوام قد جيّفوا، فقال عليه الصلاة والسلام: والّذي بعثني بالحقّ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنّهم لا يستطيعون جواباً» أخرجه أحمد، وورد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إنّ العبد إذا وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنّه ليسمع قرع نعالهم» أخرجه البخاري ومسلم، ولهذا أمر النّبي صلى الله عليه وسلم بالسّلام على الموتى، حيث جاء أنّه صلى الله عليه وسلم كان يعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السّلام عليكم أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون» أخرجه النسائي.
قال ابن القيّم: وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد، والسّلف مجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار بأنّ الميّت يعرف زيارة الحيّ له ويستبشر به.
وجاء في فتاوى العزّ بن عبد السّلام: والظّاهر أنّ الميّت يعرف الزّائر، لأنّا أمرنا بالسّلام عليهم، والشّرع لا يأمر بخطاب من لا يسمع.
والله تعالى أعلم.
سئل الشيخ الالباني رحمة الله هل يشعر المقبور بزياره الناس له فأجاب رحمه الله
أبداً ليس عندة هذا الشعور ولا ذاك العلم بالزائر للمزور
السائل يعني الدعاء لا يصل في الحال في نفس الوقت
الشيخ دعائه اذا كان مقبولاً يصل الله فيستجيب له أما الميت فلا يشعر به
لكن لو فرضنا مثلاً ان الميت كان يعذب ورفع العذاب عنه كلاً او جزءاً بسبب دعاء الرجل الصالح فهو يشعر بالفرق بين العذاب الذي كان فيه وبين ارتفاع العذاب كلاً او جزءاً لكن هو لا يدري السبب فهمتني
السائل نعم
صحيح البخاري 1338ـ كتاب الجنائز ـ باب 67 :
الميت يسمع خفق النعال
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :"العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهبَ أصحابه حتى إنّهُ لَيَسْمَعُ قرع نعالهم..
*
وفي صحيح البخاري(1370) : من حديث نافع أن بن عمر رضي الله عنهما أخبره قال:
اطَّلع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أهل القليب فقال: "وجدتم ما وعد ربكم حقا؟"
فقيل له: تدعو أمواتا؟
فقال: "ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون" .
*ويُروى عن علي ّ رضي الله عنه أنه دخل مع أصحابه المقبرة فقال: السلام عليكم أهل الديار الموحشة .....
ثم قال : أيها الموتى إن أموالكم قد قسمت وإن نساءكم قد تزوجن بغيركم وإن دوركم قد سكنت فهذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟
ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما لو أذن لهم لأخبروكم أن خير الزاد التقوى.
فإذا أضفت إلى ذلك ما ذكرتَه عن ابن القيم والعز بن عبد السلام رحمهما الله تعالى :
أنّه صلى الله عليه وسلم كان يعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السّلام عليكم أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون» أخرجه النسائي.
قال ابن القيّم: وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد، والسّلف مجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار بأنّ الميّت يعرف زيارة الحيّ له ويستبشر به.
وجاء في فتاوى العزّ بن عبد السّلام: والظّاهر أنّ الميّت يعرف الزّائر، لأنّا أمرنا بالسّلام عليهم، والشّرع لا يأمر بخطاب من لا يسمع.
كان الأرجح أن الميت يسمع من زاره .
والله تعالى أعلم.