ثمانية عشر عاما من الآلام قضاها طالب المنصورة الجامعي وكل ما يرصده الأهل والأطباء أن بطنه تكبر شيئا فشيئا
حتي كانت المفاجأة أمس في نجاح أطباء جامعة المنصورة في استخراج جنين مشوه من بطنه بعد جراحة استغرقت أكثر من ساعتين ونصف الساعة, وهي حالة نادرة تشهدها مصر للمرة الأولي وتحدث بنسبة واحد في المليون علي المستوي العالمي.
الدكتور إبراهيم داوود أستاذ الجراحة بالجامعة قال لـ الأهرام المسائي إن الشاب كان يعاني آلاما حادة بالبطن مع استمرار الزيادة في حجمه علي مدار عمره دون معرفة السبب, لافتا إلي أن الأشعة والفحوصات أظهرت وجود ورم حجمه27 سنتيمترا في30 سنتيمترا, ولم تظهر الأشعة المقطعية السبب الرئيسي وراء هذا الورم الكبير.
وأضاف أنه قام بإجراء جراحة استكشافية بمعاونة فريق طبي تحت إشراف رئيس الجامعة والدكتور أسامة الباز مدير المستشفيات الجامعية, وكانت المفاجأة أن الورم لجنين غير مكتمل النمو, عبارة عن وجه به فم فقط ورقبة وذراعين غير مكتملتين وأذنين وشعر كثيف بالرأس وأمعاء, مشيرا إلي أن الجنين كان ينمو مع نمو الشاب دون معرفة منه أو من جانب الأطباء.
وعن التفسير العلمي لهذه الحالة الفريدة التي لم تشهدها مصر من قبل ولا تحدث حسب تصريحات الدكتور إبراهيم داود إلا بنسبة واحد في المليون, قال إن التفسير العلمي لذلك الجنين المشوه أنه توأم المريض ولكنه زرع بداخله في منطقة البطن بأكمله, وكان يتغذي من خلال الأوعية الدموية, وكان السبب الرئيسي في تضخم الكلية اليمني للمريض.
وأوضح أن الشاب الجامعي لم يكن يتخيل ولو للحظة واحدة أن سبب الغثيان والهبوط الذي يشعر بهما أنه يحمل توءمه منذ ولادته وحتي بلوغه سن الثامنة عشرة. وأوضح الدكتور إبراهيم داود أن الطالب حالته النفسية سيئة للغاية, وأنه مازال محجوزا بالمستشفي الجامعي لعدة أيام أخري لملاحظته والاطمئنان علي صحته.