نتعلم من هذه الابيات ان البيان والشعر قد يكون من افضل الوسائل لغرس القيم والاخلاق داخل الامم وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال (ان من البيان لسحرا )
علمتنى الحياة أن أتلقى كل ألوانها رضاً وقبولا
ورأيت الرضا يخفف أثقالى ويلقى على المآسى سدولا
والذى ألهم الرضا لا تراه أبد الدهر حاسداً أو عذولا
أنا راض بكل ما كتب الله ومزج إليه حمداً جزيلاً
أنا راض بكل صنف من الناس لئيما ألفيته أو نبيلا
لست أخشى من اللئيم أذاه لا , ولن أسأل النبيل فتيلا
فسح الله فى فؤادى فلا أرضى من الحب والوداد بديلا
فى فؤادى لكل ضيف مكان فكن الضيف مؤنساً أو ثقيلا
ضل من يحسب الرضا عن هوان أو يراه على النفاق دليلا
فالرضا نعمة من الله لم يسعد بها في العباد إلا القليلا
والرضا آية البراءة والإيمان بالله ناصراً ووكيلاً
علمتنى الحياة أن لها طعمين مرا , وسائغاً معسولاً
فتعودت حالتيها قريرا وألفت التغيير والتبديلا
أيها الناس كلنا شارب الكأسين إن علقما وإن سلسبيلا
نحن كالروض نضرة وذبولا نحن كالنجم مطلعا وأفولا
نحن كالريح ثورة وسكونا نحن كالمزن ممسكا وهطولا
نحن كالظن صادقا وكذوبا نحن كالحظ منصفا وخذولا
قد تسرى الحياة عنى فتبدى سخريات الورى قبيلا قبيلا
فأراها مواعظاً ودروسا ويراها سواى خطبا جليلا
أمعن الناس فى مخادعة النفس وضلوا بصائرا وعقولا
عبدوا الجاه والنضار وعينا من عيون المها وخدا أسيلا
الأديب الضغيف جاها ومالا ليس إلا مثرثرا مخبولا
والعتل القوى جاها ومالا هو أهدى هدى وأقوم قيلا
وإذا غادة تجلت عليهم خشعوا أو تبتلوا تبتيلا
وتلوا سورة الهيام وغنوها وعافوا القرآن والإنجيلا
لا يريدون آجلا من ثواب الله إن الإنسان كان عجولا
فتنة عمت المدينة والقرية لم تعف فتية أو كهولا
وإذا ما انبريت للوعظ قالوا لست ربا ولا بعثت رسولا
أرأيت الذى يكذب بالدين ولا يرهب الحساب الثقيلا
أكثر الناس يحكمون على الناس وهيهات أن يكونوا عدولا
فلكم لقبوا البخيل كريما ولكم لقبوا الكريم بخيــلا
ولكم أعطوا الملح فأغنوا ولكم أهملوا العفيف الخجولا
رب عذراء حرة وصموها وبغى قد صوروها بتولا
وقطيع اليدين ظلما ولص أشبع الناس كفه تقبيلا
وسجين صبوا عليه نكالا وسجين مدلل تدليلا
جل من قلد الفرنجة منا قد أساء التقليد والتغيير
فأخذنا الخبيث منهم ولم نقبس من الطيبات إلا قليلا
يوم سن الفرنج كذبة إبريل غدا كل عمرنا إبريلا
نشروا الرجس مجملا فنشرناه كتابا مفصلاً تفصيلا
علمتنى الحياة أن الهوى سيل فمن ذا الذي يرد السيولا
ثم قالت : والخير في الكون باق بل أرى الخير فيه أصلا أصيلا
إن تر الشر مستفيضا فهون لا يحب الله اليئوس الملولا
ويطول الصراع بين النقيضين ويطوي الزمان جيلا فجيلا
وتظل الأيام تعرض لونيها على الناس بكرة وأصيلا
فذليل بالأمس صار عزيزا وعزيز بالأمس صار ذليلا
ولقد ينهض العليل سليما ولقد يسقط السليم عليلا
رب جوعان يشتهى فسحة العمر وشبعان يستحث الرحيلا
وتظل الأرحام تدفع قابيلا لا فيردى ببغيه هابيلا
صور ما سرحت بالعين فيها وبفكرى إلاخشيت الذهولا
قال صحبى :نراك تشكو جروحا أين لحن الرضا رخيما جميلا
قلت أما جروح نفسى فقد عودتها بلسم الرضا لتزولا
غير أن السكوت عن جرح قومى ليس إلا التقاعس المرذولا
لست أرضى لأمة أنبتتنى خُلقاً شانها وقدرا ضئيلا
لست أرضى تحاسدا أو شقاقا لست أرضى تخاذلا أو خمولا
أنا أبغى لها الكرامة والمجد وسيفا على العدا مسلولا
علمتنى الحياة أنى إن عشت لنفسى أعش حقيرا هزيلا
علمتنى الحياة أنى مهما أتعلم فلا أزال جهولا